الناقد «عزت البنا» : فيلم «الفيل الأزرق 2» صورة تجريدية نفسية فريدة تعادل السينما الإمريكية

 

تقرير : مروة السوري 

تألق عرض فيلم “الفيل الأزرق 2” سيناريو وحوار أحمد مراد ، إخراج مروان حامد خلال فعاليات مهرجان جمعية الفيلم السنوى للسينما المصرية الدورة الـ 46 بمركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا المصرية ، ادار ندوة عرض الفيلم الصحفى “عزت البنا” والذى أكد على أن الفيلم حالة فنية جديدة حيث لم تتطرق العديد من الأفلام فى معالجة قصة الفيلم والتى تعتمد على الابهار الفنى والصورة السينمائية التى تحاول بشكل كبير أن تقترب من فكرة السينما الإمريكية التى تستهدف التأثير البصرى أكثر من تقديم فكرة محددة لمدير التصوير “أحمد مرسى”  كذلك ديكورات العمل لمهندس المناظر “محمد عطية” والذى اعتمد على استخدام المشاهد الخارجية للعمل كأداء متقن للأتساق وخاصة فى اختيار مشاهد البحر وكان أداءًا بارعًا لمونتاج وجرافيك العمل “أحمد حافظ” والذى ظل محافظًا طيله أحداث العمل على الايقاع المميز وأضافة العديد من المفاجأت وخاصة بمشاهد الغجر والتصوير على سفح الأهرامات والتى اعتمدت على الـموسيقى الصاخبة، والمؤثرات الصوتية المتواصلة العالية، والمتزاحمة بشكل كبير، وكذلك مشهد انتقال الحشرات والدخان الأسود من شخص ﻹخر وكذلك طريقة تقديم الجن نائل، فاعتقد أن فكرة إخفاء تفاصيل نائل في الجزء الأول ساعدت بشكل كبير في إيجاد مساحة أكبر من الرعب والإثارة حول الشخصية.

قد يكون الفيلم وجبة درامية ثقيلة الوزن ودسمة ليس بسبب صياغة إثارة نفسية مرعبة تحمل المتفرج على إبقائه في حالة متوترة دائما، من موت السمك في منزل يحيى “كريم عبد العزيز” ، وحديث فريدة معه ومع الدكتور أكرم رياض “إياد نصار” وتشكيكه فى نسبه لوالده، وحكاية فريدة ولبنى “نيللى كريم” وتسابقهما في الفوز بقلب زميلهما في العمل، بالإضافة إلى الزج بقصص الغيرة أيضا لغة الكتابة وسبب ظهور الكلمات على الشاشة والتحذير من الساعات التي قامت بها فريدة” هند صبرى”، وتأثير ذلك على الأحداث، وعدم جديتها ، وقد استمر الفيل الأزرق في تقديم الرموز، والحيوانات كنوع من التباهي بالقوى الخفية الغير مفهومة، والعادات البدائية في حكايات الغحر، والساحرة ووقوع الأمير في حبها كنوع من التفسيرات النفسية والثقافية التي تربط عالم المورثات من أرواح شريرة، وجن وقوى سفلية والتى  قدمت فكرة جديدة على السينما المصرية، وكانت خطوة متقدمة في التنفيذ والذى كان يحتاج للضغط بصورة أكبر على كتابة السيناريو بصورة أعمق ، أضافة إلى استخدام السيناريست والمخرج لكتابة ماذا سيحدث خلال الثلاث ليالى المؤثرة فى حياة البطل تم توظيفها بصورة جيدة حتى لا يتشتت ذهن المشاهدين وتتابع العصور والانتقال والتفريق بين شخصية فريدة وشخصية الغجرية المتسببة فى الجرائم والتى تتجسد فى أجساد من ينظرون إلى المرآة وتبدأ معهم لعنة الموت أو الجنون والذى وصل حجم إيرادته لـ 100 مليون جنيه أعلى نسبة إيرادات تحدث في تاريخ السينما المصرية .

فيما أكد محمود عبد السميع رئيس مهرجان جمعية الفيلم على حرص إدارة المهرجان على أن يكون صرح ثقافى لمحبى السينما المصرية واتاحة عرضه للجمهور ورغبته الدائمة فى حضور السينمائيين والجمهور العام لكى تتبادل المناقشان الفنية بصورة يستفيد بها الحاضرين ، وخاصة أنه يرى أن تعليمه السينمائى الأول كمدير تصوير شهير جاء من خلال مواظبته على حضور الندوات والاستفادة منها .

وأوضح مدير التصوير “محمد السيد” وعضو جمعية الفيلم أنه لاحظ التطور الثقافى من خلال متابعته لأحداث الفيلم وكيف تم تناوله والذى يرى بأنها لوحات تجريدية من خلال الانتقال بين مشهد ومشهد من خلال العصر التاريخى والعصر الحضارى الحالى وحسن اختيار أماكن التصوير والذى يساعد على توسيع افاق الجمهور المصري والذى تعتبر رسالة الفيلم تغيير وجهة نظر الجمهور المصرية تجاه الابقاء تحت فكرة البداية والوسط والنهاية والحدوتة التقليدية وكان الاستماع الأول والأهم من النقلات الفنية والابهار فى التصوير وجراءة المخرج فى سرد الحكاية وأنه لم يعتمد على فكرة الفيلم التجارى بل كانت رغبته فى توظيف العامل النفسى ليس فقط لشخصيات الفيلم بل الجمهور والتى تعتبر أحد عناصر صناعة السينما المصرية .

وفيما علقت أحدى الحاضرات بأن الفيلم على فكرة الشيطان وتأثيره على العقل الباطن والأشياء المكبوتة والتى تجسدت على هيئة حبوب الفيل الأزرق والمعادل الموضوعى له رغباته والهروب من واقعه عن طريق الإدمان وخاصة مع تكنيك المخرج فى تجسيد الأسطورة والواقع فى آن واحد والتحليل النفسى وكأنه حدث من ألف ليلة وليلة والذى اعتمد على شريط صوتى قوى ، كما أن اداء الممثلين كان بالنسبه لهم عملية فنية مجهدة يقدمون لغة جديدة على ذاتهم أولا وعلى الجمهور ثانيًا .

Scroll to Top